بوارقها هذي ، وهذي رعودها
وتلك سرايا عزها وبنودها
وتلك مضامير الى المجد عبدت
دماً ، كلما آلت لجدب نزيدها
وما بيننا الا مسافة نبضة
من القلب ، ممدود اليك وريدها
وما بيننا الا تراتيل موعد
عليه المنايا تقشعر جلودها
ابا جعفر ، فانظر لبغداد انها
عروس من الامجاد صارت برودها
نعم انها بغداد من الف حجة
توالى عليها مجدها وسعودها
نعم انها ظلت مدى الدهر لبوة
اذا زأرت تنفك عنها قيودها
نعم انها بغداد .. للارض محور
ومرتكز لو مال يوما عمودها
ابا جعفر شيدتها انت مرة
وفينا الذي في كل يوم يشيدها
بوارقها هذي ، وما مرها الردى
على موحش الا تناخى اسودها
يجيئون سيلا كاسح المد جارفاً
تضيق به آفاقها وصعيدها
ابا جعفر فانظر لبغداد انها
الى المجد يمضي كهلها ووليدها
لقد علمت جيلا ، وجيلا ستغتدي
مكارمه مثل النجوم عديدها
نعم انها الابقى اذا ضج حادث
وان معاليها عليها شهودها
نعم انها بغداد ، تاريخها الهدى
واقصى مجرات الشموس حدودها
نعم انها نبض الحضارات ، دونها
لما اثمرت يوما ، واخصب عودها