أ تونس أن في بغداد قوماً تَرِفّ قلوبهم لكِ بالوِداد
ويجمعهم وأياك انتساب إلى مَنُ خصّ منطقهم بضاد
ودينٍ أوضحت للناس قبلاً نواصع آيِهِ سبل الرشاد
فنحن على الحقيقة أهل قُربى وأن قضت السياسة بالبِعاد
وما ضَرَّ البغاد إذا تدانت أواصر من لسان وأعتقاد
وأن المسلمين على التَآخي وأن أَغرىَ الأجانب بالتعادي
أ تونس أن مجدك ذو انتماء إلى عُليا نِزار أو إياد
لنا بثعالبِيّك خير مُلقٍ على أشتاتنا حبل اتّحاد
وأكبر حامل بيد اعتزام لحُب بلاده عَلَم التَفادي
وأسمَى من سما أدباً وعلماً وأفصح من تكلّم عن سَداد
دع القول المريب وقائليه وسل عنه المنابر والنوادي
تَجِدْهُ خطيبها في كلّ خطبٍ ومِدْرَهَها لدى كل احتشاد
فتى صَرُحت عزائمه وجَلَّت عن الرَوَغان في طلب المُراد
تَغَرَّب ضارباً في الأرضَ يبغي مَدىً من دونه خرط القتاد
فأوغل في المفاوُز والمَوامي وطَوّف في الحواضر والبوادي
وكان طوافه شرقاً وغرباً لغير تكسُّب وسوى ارتِفاد
ولكن ساح لأستِنهاض قوم حكَوْا بجمودهم صفة الجماد
يغار على العُروبة أن يراها مهدّدة المصالح بالفساد
فأنّى سار كان له هدير يهُزّ دوِيّه أقصى البلاد
وكم قد قام في نادٍ خطيباً بمُحكمة المقاصد والمبادي
تُنير بكهربائيّ المعاني أموراً كنّ كالظُلَم الدَآدي
تحُلّ من القلوب إذا وَعَتْها محلّ الحب من شَغَف الفؤاد
إلى أن جاء حاضِرة نماها أبو الأمناء ذو الشرف التِلاد
فكان نُزوله في ساكنيها نزول الماء في المُهَج الصوادي
فيا عبد العزيز أقِم عزيزاً بحيث الأرض طيّبة المراد
يحيّيك العراق برافدَيه تحية مخلص لك في الوِداد